اسيرة الاحزان مشرفة قسم اسلاميات
المشاركات : 667 العمر : 38 الموقع : فلسطين العربيه الجنس : بلدى : المهنة : مزاجى : my sms : تاريخ التسجيل : 25/10/2009
| موضوع: 22عام علي حركة حماس الإثنين ديسمبر 14, 2009 2:21 am | |
| أجمع محللون سياسيون وأكاديميون فلسطينيون أن حركة المقاومة الإسلامية" "حماس" نجحت باقتدار في الحفاظ والثبات على مبادئها التي أعلنتها قبل 22 عامًا على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والعربية والدولية،
مبدين إعجابهم بقدرة الحركة على الصمود والتحدي ومراكمة الإنجازات؛ رغم الحصار ومحاولة الاستئصال التي تعرَّضت لها، واستُخدمت فيها قوة بطش صهيونية غير مسبوقة. وأكد المحللون والأكاديميون الذين استطلع "المركز الفلسطيني للإعلام" آراءهم في ظلال احتفال "حماس" بذكرى انطلاقتها الثانية والعشرين؛ أن الحركة باتت أهم المكونات الرئيسة التي لا يمكن تجاوز دورها في إعادة بناء المنظومة السياسية، وتسوية شؤون القضية الفلسطينية، مشدِّدين على أن المرونة التي تبديها الحركة في بعض المواقف تعكس وعيًا سياسيًّا وانسجامًا مع المنطلقات والميثاق. حفاظ على الثوابت
وأكد مصطفى الصواف (الكاتب والمحلل السياسي) أن المتتبِّع لمسيرة الحركة منذ لحظة انطلاقتها؛ يجدها لا تزال محافظةً على الثوابت والمنطلقات التي أعلنتها منذ اللحظة الأولى؛ فهي تحمل أفكار جماعة الإخوان المسلمين، والتي ترى في فلسطين كل فلسطين حقًّا للشعب الفلسطيني، ولا يجوز لأيٍّ من كان التفريط فيها. وأشار إلى تمسك "حماس" بالثوابت ورفضها كل الضغوط التي مورست عليها للاعتراف بالكيان الصهيوني أو التنازل عن قضية عودة اللاجئين أو قضية القدس أو المقاومة، مشددًا على أن هذه قضايا من الثوابت التي لا تُمَس أو يجري عليها تعديل؛ لأن "فتح" عندما غيَّرت من ميثاقها وبدأت التعاطي مع المشاريع السياسية التي تفرض تنازلاً في قضايا رئيسية من قضايا الشعب؛ أخذت تتراجع عن الصدارة في قيادة الشعب الفلسطيني، وانتخابات 2006م دليل على ذلك، بحسب الصواف.
وحول ما اعتبره متابعون بعض المرونة التي أبدتها الحركة في التعاطي السياسي مع الشأن الفلسطيني والدولي، وهو الأمر الذي دفع البعض إلى التساؤل عن إمكانية إجراء مراجعة لميثاق الحركة؛ الذي يرى الصواف أن ميثاق "حماس" ليس قرآنًا لا يُمسُّ أو يعاد كتابته من جديد؛ لفت إلى أن هناك ثوابتَ وقضايا مركزيةً وأساسيةً لا يمكن لأي مراجعة لميثاق "حماس" أن تعدَّل فيها بالمطلق، مع بقاء إمكانية المراجعة في التكتيكات والآليات وطرق تحقُّق الثوابت، وهي أمور متغيرة يمكن تعديلها أو تغييرها.
وعبَّر عن قناعته بأن "حماس" تُجري تعديلات ومراجعات مستمرة للميثاق وللمواقف التكتيكية؛ بما يخدم الأهداف الإستراتيجية والثابتة والأمر ليس مرتبطًا بتاريخ محدد.
بين التكتيك والإستراتيجية
وعن مشروع "حماس" بالقبول بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، الذي حاول البعض تسويقه كمؤشر على تنازلات "حماس"؛ أوضح الصواف أن هذا تكتيكٌ وليس إستراتيجية، وهو جزءٌ من ميثاق "حماس"؛ التي ترى إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية على أي شبر يحرَّر من أرض فلسطين، على أن لا تكون هذه الإقامة على هذا الجزء هو التفريط في كل فلسطين أو تقسيم فلسطين بين دولتين للفلسطينيين وللغاصبين من الصهاينة، الأمر الغير وارد في حسابات "حماس".
وأشار إلى أنه عندما أعلن الشهيد القائد أحمد ياسين هذا الطرح بيَّن أنه طرحٌ مؤقتٌ في ظل عدم القدرة على تحرير كل فلسطين، ونتيجة الوضع العربي والإسلامي المنهار، ومحاولة لإعادة بناء الذات الفلسطينية، وكحلٍّ مؤقت لا يكون فيه اعترافٌ بالكيان الصهيوني، وأن يكون ذلك عبْر هدنة تطول أو تقصر، ويُترك أمر فلسطين وتحريرها وتقرير مصيرها للأجيال القادمة، وهي دعوةٌ للكل الفلسطيني أن لا يسجِّل على نفسه يومًا أنه فرَّط في فلسطين في يوم من الأيام.
مكون لا يمكن تجاوزه
ومن ناحيته، يؤكد د. ناجي شراب (أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة) أن حركة "حماس" حقَّقت إنجازًا كبيرًا في تأكيد وتثبيت دورها الفعَّال والرئيس في النظام السياسي الفلسطيني، بل وتمكَّنت من تقوية مكانتها على المستوى الإقليمي والعربي والدولي، رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها، سواء خلال مشاركتها في الانتخابات التشريعية وتكوين الحكومة.
وأضاف: قدرة الحركة على الصمود والتحدي رغم الحصار يؤكد أنها باتت إحدى المكونات الرئيسية التي لا يمكن تجاوز دورها في إعادة بناء المنظومة السياسية، وتسوية شؤون القضية الفلسطينية.
مرونة دون التخلي
ويشير شراب إلى وجود مستجدات ومتغيرات كثيرة بعد 22 عامًا على انطلاق "حماس"؛ قائلاً: "فالبيئة السياسية الفلسطينية متجددة ومنفتحة"، مؤكدًا أن الحركة تحاول التكيُّف بشكل واقعي مع المتغيرات؛ فهي انتقلت من واقع سياسي إلى واقع جديد، فمشاركتها بالحكومة تفرض عليها استحقاقاتٍ ومعطياتٍ ومتغيراتٍ كثيرةً؛ لأنها مسؤولة أمام الشعب؛ لذلك تحاول إبداء مرونة في التوجهات السياسية بعيدًا عن التخلي عن الثوابت الوطنية.
التحدي الأكبر للحركة
وحول التحديات التي تواجه "حماس" بعد 22 عامًا على الانطلاقة، يبيِّن شراب أنه يجب أن نعرف ما هي المحددات والتحديات التي تواجهها الحركة، فالرؤية السياسية لـ"حماس" تلعب دورًا في تحديد ما تواجه الحركة وأضاف: "حماس" حركة دينية وطنية فلسطينية، ولكني اعتقد أن التحدي الأكبر أمامها هو مدى قدرتها على تقديم نموذج إسلامي ينطلق من خصوصية الحالة الفلسطينية.. بقدر ما تنجح "حماس" في تقدير النموذج الإسلامي، بقدر ما تكون الحركة لها وجود وتأثير ووزن ودور سياسي، فالنموذج التركي قد يكون نموذجًا للحركة". وأشار إلي وجود عدة تحديات أخرى أمام "حماس"، وهي قدرتها في التوفيق بين رؤيتها السياسية وموقفها السياسي، المتمثل في حل معضلة المزاوجة بين المقاومة والحكومة، والتحدي الآخر كيفية التعامل مع الكيان الصهيوني في إدارة الصراع. مراجعة أم إعادة قراءة؟ وعبَّر شراب عن قناعته بأن "حماس" في حالة مراجعة مستمرة وتطور وتفاعل، وأن كل ذلك فقط في فترة زمنية قصيرة في تاريخ الحركات، مقارنًا "حماس" بتاريخ الإنسان، فقال: "إن الإنسان يمر بثلاث مراحل هي الولادة ثم النمو ثم يصبح إنسانًا كاملاً، فـ"حماس" تجاوزت الولادة إلى المراحل الثلاثة بعد 22 سنة، ودخلت مرحلة التفاعل السياسي مع ميثاقها، لذا فهي مطالبة بمزيد من المراجعة أو القراءة الذاتية وإعادة التقييم للأهداف والآليات. وأوضح أن "حماس" بقدر ما تحافظ على العصبية السياسية والقوة في داخلها بقدر ما ستحصد نتائج ومكانة، فـ"حماس" –بحسب شراب- موجودة فقط في فلسطين المحتلة والتي يواجهها تحديات كبيرة مما يفرض عليها مزيد من المراجعة الذاتية والتكييف مع البيئة السياسية داخلية وإقليمية ودولية معقدة ومنحازة مع الاحتلال. ونوه إلي أنه يرفض مسمى مراجعة، ويفضل استخدام قراءة ميثاق الحركة بما لا يتناقض مع الأسس والثوابت للحركة وللشعب. نجاح باهر بدوره، قال د. فايز أبو شمالة،الكاتب والمحلل السياسي إن "حماس" نجحت في الحفاظ على مبادئها التي أقرتها في ميثاقها، وإن لم تحقق نجاحًا مطلقًا في تحقيق كل الأهداف التي رسمتها. وأضاف: "نجحت "حماس" من حيث البقاء والثبات على المبادئ، وإثبات الحضور داخل الشارع الفلسطيني والتفاف الجماهير حول ثوابتها ومبادئها، أمَّا من حيث تحقيق الأهداف العامة التي تتمثل في تحرير كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 والقضاء على الكيان الصهيوني واسترداد الأراضي المغتصبة، لا يزال المشاور طويلاً وفي بدايته. السياسة.. حراك لا جمود وعما إذا كانت فكرة القبول بدولة في حدود67 تتعارض مع ميثاق "حماس"، أوضح أبو شمالة أن السياسة حراك وليس جمود والواقع الذي يفرض نفسه، فإذا كان القبول بدولة فلسطينية ضمن حدود 67 لا يعني التفريط أو التخلي عن حقوقنا التاريخية في فلسطين المغتصبة، فهي فكرة وخطوة تكتيكية وتنسجم مع الواقع ولا تعاديه، ولكن إذا كانت الغاية الوصول للدولة دون البناء النفسي والمادي والاستعداد لتحرير الأرض فهناك تعارض. وأردف أبو شمالة -الذي يعتبر خبيرًا في الشأن الصهيوني- قائلاً: لا مانع أن نتعلم من بعض الأحزاب الصهيونية، فبعضها وافق على قرار التقسيم وعلى دولتنا في 48 وعلى تجميد "الاستيطان"، ولكن إستراتيجيتها لم تتغير والتي تنطلق من أن كل فلسطين أرض لليهود الصهاينة فهم يوافقون تكتيكيًّا بهدف المناورة السياسية، لذا لا مانع من التعلم منهم وأن تناور "حماس" مثلهم. "حماس".. النبراس الذي يضئ الطريق وحول ما يثيره البعض من شكوك بأن "حماس" تغير جلدها وميثاقها، عبَّر أبو شمالة عن قناعته بأن الحركة هي النبراس الذي يضيء الطريق للمقاومين، مشددًا على أن الأهداف السياسية والعليا يجب أن تبقي كما هي دون مساس وخدش بالقواعد السياسية. وقال: الثوابت الأساسية التي خطتها ووضعتها "حماس" في الميثاق هي قاعدة عامة تسير عليها، فالواقع يحتم علينا القبول بأي مكان في فلسطين لنقيم عليه دولتنا؛ حتي ولو كان فقط في قطاع غزة أو في الضفة المحتلة ولكن دون التخلي عن الهدف البعيد والذي يعتبر هو النبراس الذي يضئ الطريق للمقاومين". وأشار إلى أن إمكانية المناورة ورادة ضمن القضايا السياسية التي تحمل الحراك دون أن نمس بالجوهر في ميثاق "حماس" فهي النبراس والإضاءة والبرق الذي يشق الدرب للمناضلين. وأوضح أن هذه الرؤية تنطلق من أن قضية فلسطين ليست قضية هذا الجيل وحده، فقد نعجز عن تحقيق الانتصار والأهداف العليا التي وردت في ميثاق "حماس" وكل الفصائل الفلسطينية، ولكن هذا لا يعني إسقاط هذه الأهداف من حساباتنا، فهناك أجيال ستقوم بإكمال الدرب، فما هو مستحيل الآن قد يكون ممكنا بعد سنوات.
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام | |
|