من أزمع السفر لأداء الحج أو العمرة ، أو لهما معا ، فإن عليه قبل السفر أن يهتم بالآتي :
(1) أن يتوب إلى الله تعالى قبل سفره توبة صادقة نصوحا ، فإنه لا يدري أيرجع أم لا ؟ والتوبة مطلوبة في كل وقت ، وهي في مثل هذا السفر المراد به الطاعة تكون أكثر أهمية ، وشروط التوبة التي تصح بها ثلاثة : 1- الندم على ما فعله من ذنب .
2- العزم على عدم العودة إليه .
3- الإقلاع في الحال عن الذنب الذي تاب منه... هذا إذا كان الذنب فيها بينه وبين الله أعني : حقا من حقوق الله فقط ، فإن كان حقا من حقوق العباد فإن التوبة لا تقبل إلا برد حقوق العباد إليهم أو أن يسامحوا التائب ويغفروا له ذنبه وحقهم عليه ، فمن سرق مالا أو اغتصبه ، فلا بد من رد المال أو أخذ العفو من صاحب المال ومن ضرب إنسانا أو شتمه أو آذاه بأي نوع فإنه يطلب منه الصفح ويتعذر له حتى يرضى صاحب الحق ، وهكذا .
(2) كتابة الوصية واجبة على كل مسلم في كل وقت وهي في مثل حالة السفر أشد وجوبا وذلك بالنسبة لحقوق الناس التي لا يوجد بها سندات أو وثائق تثبتها ، وكذلك بالنسبة لحقوق الله التي لم يؤدها مثل الزكاة والصوم ونحوهما ، ومثل الوصية بـترك معصية يعلم وجودها في أهله ، أو أنهم يعملونها إذا فارقهم كالوصية بالمحافظة على الصلاة وإخراج زكاة المال وعدم السفور والاختلاط غير المشروع بالأجانب إلخ.. ويشهد على وصيته ، والوصية مستحبة في غير الأمور الواجبة .
(3) أن يتحرى لسفره يوم الخميس إن استطاع كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتخذ له رفيقا صالحا ، ويمر على إخوانه ويودعهم ، ويسألهم الدعاء له ، ويدعو لهم ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك رجلا كان مسافرا إلى البحرين ، كما يستحب الإتيان بأدعية السفر ، وأن يكون في سفره مساعدا ، لإخوان رفيقا بهم ، متواضعا لهم .
(4) أن يتحرى الحج بالمال الحلال ، فإن حج بمال حرام فإن بعض الفقهاء يرى أن الحج باطل .