احتفلت الجماعة الإسلامية بنصر أكتوبر على طريقتها، وأفردت العديد من
المقالات والذكريات لقادة مجلس الشورى وكتاب موقعها الإلكترونى عن شهادات
حية من واقع المعركة، بجانب التعبير عن مشاعرهم لهذا الانتصار، وكان على
رأسهم د.ناجح إبراهيم منظر الجماعة ومتحدثها الرسمى الذى أوضح فى أكثر من
موضع أنه فخور بانتصارات أكتوبر، ودعا الله أن يجازى كل من ساهم فى هذا
اليوم الذى وصفه بالعظيم خيرا، بمن فيهم الرئيس السادات، لأن هذا اليوم ما
زال يسعد المصريين حتى اليوم.
ولم تنس الجماعة أن تذكر بعضا من قادة حرب أكتوبر، وفى مقدمتهم الرئيسين
عبد الناصر والسادات والقيادات أمثال محمد فوزى وعبد المنعم رياض ومحمد
صادق والشاذلى وأحمد إسماعيل والجمسى وأبو غزالة وسعد مأمون.. وغيرهم من
القادة.
واعتبر إبراهيم عبر مقال له بعنوان "نصر أكتوبر لم يأت من فراغ"، أن هذا
النصر كان ثمرة كفاح عظيم للجيش المصرى.. وذلك منذ الأيام الأخيرة لنكسة
يونيه سنة 1967.. وحتى عبور القوات المصرية لأكبر مانع مائى فى تاريخ
البشرية.. وأكبر مانع صناعى فى تاريخها أيضا.. وهو خط بارليف الحصين،
وقارن بين انتصار إسرائيل فى يونيه 1967 على ثلاث دول عربية واستيلائها
على مساحة من أراضيها أضعاف مساحة إسرائيل سنه 1948.. وذلك لأنها كانت
تستحق النصر وقتها بصرف النظر عن عدوانها وبغيها، وفى أكتوبر 1973 انتصرت
مصر على إسرائيل.. لأن مصر يومها كانت تستحق النصر عن جدارة.
وذكر إبراهيم أنه ما بين 1967 وحتى نصر العاشر من رمضان، كانت عبارة عن
ملحمة عظيمة من الاستعداد المستمر والتدريب المتواصل والبذل والعطاء بلا
حدود.. شارك فيها الجميع بلا استثناء.. بدءا من القائد الأعلى للقوات
المسلحة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى أدرك أنه المسئول الأول عن
تصحيح كل الأخطاء العسكرية الإستراتيجية والتكتيكية التى أدت بالجيش
المصرى إلى هذه الهزيمة المروعة.. وانتهاء بأصغر جندى فى القوات المسلحة،
وكل هذا كان النجاح الذى يتمنى أن تكون وفاة عبد الناصر فى هذا الاستعداد
الذى يفوق الحرب، سببا لمحو ما فعله فى حق الحركات الإسلامية والإخوان.
وذكر إبراهيم فى موضع آخر، أن أسرته تفخر بأن يكون واحدا من أبنائها، وهو
الشهيد مراد سيد عبد الحافظ ابن خالة الرجل الثانى فى الجماعة، ومن ديروط
حاصلا على أرفع وسام عسكرى مصرى.. وهو وسام نجمة سناء من الطبقة الثانية
ممهورا بتوقيع وقلم الرئيس أنور السادات رئيس الجمهورية وقتها.
شارك أسامة حافظ عضو مجلس شورى الجماعة الاحتفال، بمقال "وذقنا حلاوة النصر يوم
6 أكتوبر" كشف فيه كيف حاول البعض أن يسرق النصر وينسبه لهذا أو لذاك..
وحاول آخرون أن يشوهوه فينسبونه لمؤامرة هنا أو خيانة هناك، وحاول آخرون
أن يخونوا دماء الشهداء وعرق الأحياء، إلا أن هذه المحاولات ـ وإن شغلت
النُّخَب التى لم تحارب ولم تشعر بمرارة الهزيمة أو بفرحة النصر ـ لم تفلح
فى أن تحرم كل جندى شارك فى هذه المعركة وكل شاب عاش أيامها أن يستعيد
مستمتعاً حلاوة تلك الأيام وذلك النصر ويسترد مذاقه كلما تكررت الأيام
وعادت كأنما كان بالأمس القريب.
وأفردت الجماعة مساحات كبيرة لقيادات ورموز الحرب، وعلى رأسهم الفريق سعد الشاذلى، وإبراهيم الرفاعى الملقب بأسد الصاعقة.