"والآن، إلى كأس العالم".
كانت
تلك هي الرسالة الجماعية التي أطلقتها الصحف الأسبانية بعد أن تمكن فريق
المدير الفني فيسنتي ديل بوسكي من التأهل عن جدارة إلى البطولة التي
تستضيفها جنوب أفريقيا العام المقبل، كأحد المرشحين للعودة بالكأس.
تغيرت الأوضاع رأسا على عقب بالنسبة إلى أسبانيا في غضون أربعة أعوام فحسب.
فقد
عانى الفريق الذي كان يتولى تدريبه في ذلك الحين لويس أراجونيس من مصاعب
كثيرة كي يتمكن من التأهل إلى بطولة كأس العالم في ألمانيا واضطر لخوض دور
فاصل، لكن لم يعد هناك من أحد تقريبا يتذكر هذا الأمر.
والسبب في
ذلك أن أسبانيا فازت على ضيفتها إستونيا 3/ صفر وضمنت التأهل حسابيا قبل
جولتين على نهاية التصفيات بعد أن قطعت مشوارا رائعا (ثمانية انتصارات في
نفس العدد من المباريات، أحرزت خلالها 21 هدفا فيما استقبلت شباكها هدفين
فقط).
كما استعادت أسبانيا في المبارتين الأخيرتين بعض ملامح
الفريق المتوج بكأس الأمم الأوروبية بكرة من لمسة واحدة كثيرا ما تروق
لجماهيره، سمحت للفريق قبل مواجهة أستونيا باكتساح بلجيكا 5 صفر.
لذا
بدأت الصحف تتحدث من الآن عن أسبانيا كاحد المنتخبات المرشحة بقوة للفوز
بكأس العالم، مع الاحترام للبرازيل المرشح الآخر للقب الكبير.
وجاء
عنوان صحيفة "ماركا": "والآن، إلى الفوز بكأس العالم، وسارت صحيفة "أس"
على نفس الدرب وقالت "والآن، إلى كأس العالم"، أما صحيفة "الباييس" فتعتقد
أن "أسبانيا تأهلت من الباب الكبير".
كما انضمت صحيفة "الموندو"
إلى تلك الأحلام العظيمة "هناك حلم آخر على الطريق، لكنه ليس كأي حلم آخر.
فحلم الصيف المقبل يبدو جميلا وغالبية مواطني البلاد تعتقد ذلك. لم يحدث
قط في تاريخنا، في تاريخنا الكروي بأسره، أن كان للناس كل هذا الحق في
تخيل الأفضل".
وتتناقض هذه العناوين مع ما نشر بعد تعثر أسبانيا في
بطولة كأس القارات، عندما احتلت المركز الثالث إثر الخسارة أمام الولايات
المتحدة في الدور قبل النهائي لتسمع الانتقادات الأولى التي توجه إلى ديل
بوسكي.
لكن المدير الفني لم يكن بحاجة إلى الكثير من الوقت كي ينهض
ويعود إلى سماع عبارات المديح تجاه ما يقوم به من عمل. وبالفعل بات من
المرتقب أن يتم تجديد تعاقده حتى عام 2012 ولم يعد يتبقى سوى إعلان
الاتحاد رسميا عن الاتفاق.
وستخوض أسبانيا تجربتها التاسعة على
التوالي في كأس العالم، غير أنها لم تحقق قط إنجازات كبرى. لكنها الآن
بطلة أوروبا وثاني أفضل منتخب في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم"فيفا"
وفريق يجمع بين الأداء الجميل والفعالية.
ولا ينطبق ذلك على العديد
من الأسماء الكبرى كالأرجنتين وفرنسا والبرتغال التي تعاني من مصاعب جمة
كي تبقى في دائرة المنافسة على التأهل إلى جنوب أفريقيا.
كما يضم
الفريق العديد من اللاعبين البارزين على المستوى الدولي أو الأندية، مثل
ديفيد فيا وتشافي وديفيد سيلفا وسيسك فابريجاس وفرناندو توريس وإيكر
كاسياس، الذين جعلوا الجماهير الأسبانية تقترب للمرة الأولى من حلم الفوز
بكأس العالم.