رؤية هلال رمضان تثير كل سنة جدلا بين الدول الإسلامية (الأوروبية)
أعلنت كل من السعودية وقطر والأردن ومصر والسودان والإمارات ولبنان والأراضي الفلسيطينة والكويت والوقف السني في العراق أن يوم غد الجمعة هو المتمم لشهر شعبان على أن يكون بعد غد السبت أول أيام شهر الصيام.
من جهة أخرى أعلنت كل من تركيا وليبيا ودول البلقان والمجلس الشيعي الأعلى في لبنان أن يوم الجمعة أول أيام رمضان الكريم، طالما أثبت الفلكيون أن الهلال كان في أفق المنطقة دون اشتراط رؤيته.
وقال مصدر سعودي إنه تعذرت رؤية هلال شهر رمضان الخميس، وإن يوم الجمعة 21 أغسطس/آب الجاري هو المتمم لشهر شعبان وعليه يكون يوم السبت 22 من الشهر الجاري هو أول أيام شهر رمضان.
وفي مصر أعلن مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة أن السبت هو الأول من الشهر الكريم.
وكانت ليبيا قد أعلنت أن يوم غد الجمعة هو الأول من شهر رمضان المبارك، وهي الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت حتى الآن أن غدا هو بداية شهر الصوم.
وكان المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث قد أعلن أن أول أيام شهر رمضان سيكون يوم الجمعة الموافق 21 أغسطس/آب.
وأوضحت الأمانة العامة للمجلس في بيان تسلمت الجزيرة نت نسخة منه أن "هلال الشهر الكريم سيولد في الساعة العاشرة ودقيقتين وخمس وثلاثين ثانية حسب التوقيت العالمي الموحد (غرينتش) يوم الخميس الموافق 20 أغسطس/آب 2009 وهو ما سيوافق الساعة 13 ودقيقتين و35 ثانية حسب التوقيت المحلي لمكة المكرمة".
رؤية الهلال
ويختلف المسلمون كل سنة في تحديد بداية ونهاية شهري رمضان وشوال، وقد يصل الاختلاف إلى أيام أحيانا. فتعلن دول بداية الشهر الهجري بناء على الحسابات الفلكية، وتعلن دول أخرى بداية الشهر في يوم ثان بناء على رؤية الهلال.
وتثير عملية تحديد أول أيام شهر رمضان جدلا بين الدول، كما يختلف عليها العلماء، فهناك فريق يرى أنه يجب على الدول اتباع رؤية قمرية واحدة ما دامت تشترك في جزء من الليل. وبينما يرى فريق آخر ضرورة أن تتبع جميع الدول الإسلامية في أي مكان بالعالم التقويم القمري للسعودية، يعتقد فريق ثالث أنه يجب أن تتم رؤية هلال رمضان في كل بلد على حدة.
ويعزى الاختلاف في جانب أساسي منه إلى الاختلافات الفقهية في الدول الإسلامية، وفي كل عام يتكرر السؤال نفسه عن أيهما أولى اتباع الحسابات الفلكية أم رؤية الهلال، وقد نوقشت هذه المسألة من قبل العديد من الفقهاء وعلماء الفلك.
وتنقسم آراء الفقهاء وفقا لذلك إلى عدد من الآراء، فقد أجاز بعض الفقهاء اعتماد الحساب الفلكي في النفي فقط، بمعنى أنه إذا جاء من يشهد برؤية الهلال ودلت الحسابات الفلكية على أن رؤية الهلال مستحيلة أو غير ممكنة فإن هذه الشهادة ترد.
كما أجاز بعض الفقهاء اعتماد الحساب الفلكي في النفي والإثبات، فقد زاد مؤيدو هذا الرأي عن أصحاب الرأي السابق أنه إذا دلت الحسابات الفلكية على وجود القمر بعد غروب الشمس بوضع يسمح برؤيته كهلال، فإنه يؤخذ بالحسابات الفلكية ويكون اليوم التالي أول أيام الشهر الهجري دون اشتراط رؤيته بالعين المجردة.
وهناك فريق من الفقهاء لم يُجز استخدام الحساب الفلكي لا في النفي ولا في الإثبات، فإذا ما جاء من يشهد برؤية الهلال قبلت شهادته، حتى إذا وجدت حسابات فلكية تدل على أن القمر لم يكن موجودا في السماء في ذلك الوقت. ومن القائلين بهذا الرأي المفتي السابق للسعودية الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز.