لؤى احمد المدير العام
المشاركات : 2635 الجنس : الأوسمة : بلدى : المهنة : مزاجى : my sms : تاريخ التسجيل : 11/03/2009
| موضوع: الانتخابات الإيرانية ويوم الحداد الوطني السبت يونيو 20, 2009 1:40 pm | |
|
عبدالله حسن رئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير وكالة انباء الشرق الاوسط كانت بداية الثورة الاسلامية في ايران غير مبشرة بالخير حيث كانت تصفية الحسابات مع رجال الشاه باعتبارهم رموزا للنظام الفاسد وكانت حركة الاعدامات بالجملة للقادة العسكريين ورجال المخابرات المعروفين باسم »السافاك« وكانت انتهاكات حقوق الإنسان بدعوي الحفاظ علي الثورة وظهرت في إيران طائفة الاصلاحيين الذين يدعون لاصلاح بلادهم والانفتاح علي الغرب في مواجهة المحافظين والمتزمتين الذين يتطلعون إلي فرض سيطرتهم الشيعية علي الدول المجاورة ولا بأس من الانتشار في ربوع العالم الإسلامي.. وكان الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي هو رائد تيار الاصلاحيين في إيران وخطا خطوات واسعة في هذا المجال واطلق العديد من الآراء المتقدمة وبطبيعة الحال تعرض هذا التيار لهجوم شديد من رجال الدين واعتبروه اتجاها للغرب العلماني الذي لا يؤمن بالدين ويسعي لنشر الفساد في العالم وكانت الاطاحة بخاتمي هي الثمن المباشر لسياساته وافكاره.. وحين جاء أحمدي نجاد الذي ينتمي لمدرسة المحافظين المتشددين إلي الحكم كانت تصريحاته العنترية المتوالية ضد إسرائيل وأمريكا هي طريقه لاظهار قوته ومحاولة السيطرة علي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية في البلاد.. فالبطالة ارتفعت إلي أكثر من ٥٣ في المائة في دولة تمتلك الكثير من الموارد الطبيعية والبشرية الهائلة وعناصر القوة الكامنة فيها إضافة لتدهور الاوضاع الداخلية بسبب القبضة الحديدية للملالي وآيات الله.. حاول أحمدي نجاد امتصاص حالة الغضب في البلاد بتوجيه الانظار إلي مواجهة أمريكا وإسرائيل والاستمرار في تخصيب اليورانيوم وتصنيع القنبلة النووية في مواجهة النشاط النووي الإسرائيلي واطلق تهديدات وتحذيرات من العيار الثقيل منها إزالة إسرائيل من الوجود ومحوها من خريطة العالم وقدم الدعم المالي بسخاء لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية »حماس« وحزب الله في جنوب لبنان لمواجهة إسرائيل واتخذ موقفا عدائيا من مصر باعتبارها القوة الإقليمية الاكبر في الشرق الأوسط ورمز الاعتدال والوسطية في الإسلام. وتواصلت ممارسات النظام الإيراني طوال السنوات الأخيرة من حكم أحمدي نجاد والشعب الإيراني يزداد سخطا وغضبا حتي جاءت الفرصة سانحة في الانتخابات الرئاسية الاخيرة وخرجت الملايين لتعبر عن رأيها بحرية كاملة في انتخاب الرئاسة وتختار زعيم التيار الإصلاحي حسين موسوي خلفا لاحمدي نجاد لعل انتهاء فترة حكم المتشددين ووصول الاصلاحيين إلي سدة الحكم يكون بداية لاصلاح الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد وعودة إيران كقوة اقليمية لها وزنها واستراتيجتها في المنطقة.. كانت المؤشرات خلال الحملات الانتخابية التي سبقت الانتخابات تشير إلي تفوق موسوي وتقدم تيار الاصلاحيين والتفاف ملايين الايرانيين نساء ورجالا حوله علي أمل الخروج من النفق المظلم الذي أوصلهم إليه الملالي.. ومع اقتراب الانتخابات بدأت نذر الخطر تلوح في الافق بالاجراءات التي اتخذتها الحكومة لتضييف الخناق علي انصار التيار الاصلاحي ومع ذلك استمرت المسيرات المؤيدة لموسوي في مواجهة نجاد علي الرغم من المساندة القوية والواضحة للمرشد الاعلي للجمهورية الإسلامية لنجاد وأنصاره ومع اعلان النتائج الرسمية بفوز نجاد بالرئاسة لفترة ولاية ثانية بأغلبية اصوات تعادل ضعف ما حصل عليه موسوي اندلعت المظاهرات في طهران والعديد من المدن الإيرانية وكان الحديث بقوة عن تزوير واضح في الانتخابات ولجان الفرز وتزوير في الاصوات لضمان فوز نجاد ونقلت الفضائيات علي الهواء مباشرة قوات الحرس الثوري الإيراني وهي تضرب المواطنين بالاحذية وتطلق عليهم النيران مما أدي إلي سقوط ثماني ضحايا اضافة لعشرات المصابين . وبدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المعارضة وانصار التيار الإصلاحي وتحدث نجاد عن فوزه في الانتخابات في الوقت الذي كانت تجوب فيه المظاهرات انحاء البلاد تندد بالتزوير في الانتخابات وبالاجراءات القمعية للحرس الثوري الإيراني.. ومازالت الصراعات مستمرة حتي كتابة هذه السطور. والجميع ينتظر ما تنتهي إليه الاحداث بعد ثلاثين عاما علي اندلاع ثورة الخوميني ضد نظام الشاه.
| |
|